-A +A
سلطان الزايدي
حين تحضر (الأخطاء) في أيّ مشروعٍ أو عملٍ لن تكون نتائجه صحيحة، وستقلُّ فائدته دون أدنى شكٍّ، وقد يكون مشروعًا عديم الفائدة!!

قبل سنواتٍ ظهر الأمير محمد بن فيصل رئيس الهلال الأسبق بتصريحٍ شهيرٍ عن التحكيم السعودي في منافسات كرة القدم هزَّ الوسط الرياضي، وظلَّ حديثه يردد حتى الآن، ومع الأسف مرَّ هذا التصريح دون أن يتوقف المسؤول عنده ويفهم تفاصيله، من هذا التصريح كان من الممكن أن يتغير العمل الرياضي الخاص بكرة القدم بشكلٍ جذريٍّ، وتصبح المنافسات الكروية في المسابقات السعودية ذات طابعٍ تنافسيٍّ شريفٍ، يأخذ فيه كلُّ نادٍ حقَّه، دون أن يتضرر غيره بسبب المحاباة والمجاملة التي كانت تقف في صفِّ فريقٍ عن الآخر، فهؤلاء الذين أعماهم ميولهم عن رؤية الحقيقة، لا يعلمون أنهم يلحقون بكرة القدم السعودية الضرر، ويسقطونها داخليًّا وخارجيًّا، فالكرة اليوم صناعة تعتمد في المقام الأول على المال، وهذا المال لن يكون حاضرًا إلا بمنافسةٍ شريفةٍ وعادلةٍ، يأخذ فيها كلُّ مجتهدٍ نصيبه.


ما يحدث اليوم هو امتدادٌ لسنواتٍ مضت، تحدث عنها رؤساء أندية كثر، تضرروا من الأخطاء الكبيرة التي كانت تحدث في مسابقاتنا، ومع الأسف المستفيد هو نادٍ واحد، لا أحد يقرّ الظلم ولا أحد يريده، وهو عملٌ مرفوضٌ حتى لو كان في جانبٍ ترويحيٍّ، كما يعتقد البعض حين يبرر أخطاءه؛ لذا من المفترض أن ندرك الخطر، ونبحث عن تصحيحه؛ حتى تنعم كرة القدم بالتنافس الشريف الذي بسببه ستصبح إنجازات المملكة كبيرةً في رياضة كرة القدم، وهي اللعبة الأكثر انتشارًا في كل العالم.

فما يحدث في بعض مباريات كرة القدم لا يمكن أن يكون أمرًا طبيعيًّا، ولا يمكن أن يدخل تحت ذريعة أخطاء تقديرية؛ لأنه من المفترض أن هذا الأمر قد انتهى بعد وجود تقنية الفيديو التي تكشف لحكام الفيديو وحكم الساحة الخطأ بشكلٍ واضح، وحين لا يراه فمن الطبيعي أن يذهب المتابع إلى فكرة المؤامرة والفساد.

إن ما فعله بعض الحكام في كثير من المباريات ليس له علاقةٌ بالتحكيم، ومن خلفهم حكم تقنية الفار، الذي ربما أحرجوا معهم حكم الساحة، إذ كان من أبسط القرارات أن يطلب من حكم الساحة مشاهدة اللقطات بنفسه، وبعدها يخلي مسؤوليته من أيّ ردّة فعلٍ قد تحدث جرّاء قراره، كنّا نعتقد أن عودة الحكم السعودي في هذا الموسم بمثابة الفرصة الكبيرة التي مُنحت لهم، وبأنهم سيتمسكون بها، ويثبتوا وجودهم، ويتفوقوا على الحكم الأجنبي.

عمومًا، إن التحكيم إحدى مشاكل الكرة السعودية، وليس بجديدٍ علينا، لكن المحزن أن تستمر هذه المشاكل في منظومة عمل اتحاد الكرة، قرارات متباينة، وأحداث غريبة تحدث بدءًا بجدول الدوري إلى أخطاء الحكام الفظيعة التي لا يمكن احتمالها، فمباراةٌ واحدةٌ كانت كفيلةً بأن تكشف المستور، ومن المحزن جدًّا أن يتحدث المدربون عن العدالة، ويطالبوا بها في تصاريح متلفزة تتناقلها وسائل الإعلام في كل مكان، وكذلك من المحزن أن نسمع من حكامٍ أجانب وعبر بعض القنوات عن ما حدث من سوءٍ تحكيميٍّ في المباراة.

كسمعةٍ لكرة القدم السعودية تستحق أكثر من هذا، وما تنفقه الدولة -حفظها الله- على الأندية يجب أن يتوازى مع حجم العمل، وأن تسود العدالة في المنافسة، فمن غير المقبول أن تتسبب هذه الأحداث بابتعاد رجال الأعمال عن العمل الرياضي، إذ يجب توفير البيئة المناسبة لهم حتى يشعروا بأهمية ما يقدمونه.

ودمتم بخير،،،